کد مطلب:45191 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:22

گنجینه پرسمان » سياست و حكومت

كيف يمكن توحيد الأمة الإسلامية مع وجود الاختلاف في الآراء الفقهية والفتاوي؟

إن كان المراد من التوحيد في مقابل الكفر وأعداء الدين، فهذا لا يتوقف علي اتفاق الفقهاء في آرائهم وفتاواهم، فإنّ الدفاع عن الإسلام من كيد الأعداء والكفار واجب علي المسلمين علي اختلاف مذاهبهم وآرائهم، والذي ينبغي من التوحيد بين المسلمين هو هذا الأمر، لاسيما في هذا الزمان الذي يهاجم فيه الأعداء كل بقعة من أرض المسلمين بكلّ وسيلة وبكلّ طريق تيسّر لهم من طرق الغدر والإضلال وإفشاء الفساد في المجتمعات الإسلامية وبلادها.
وإن كان المراد اتحاد المسلمين في الأصول والفروع، فهذا مما اهتم به النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)طوال حياته الشريفة، ألم يتواتر بين المسلمين قوله (صلي الله عليه وآله وسلم): «إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا»؟ ألم يتواتر عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)أنه قال: «الأئمة من بعدي أثنا عشر»؟ وغير ذلك مما يصل إليه المتتبع والسائل من أهل الذكر.
ألم يوقف النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) الحجيج في غدير خم بعد رجوعهم من حجة الوداع، أي الحج الأخير للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) ، وولّي علياً (عليه السلام) علي المسلمين بقوله (صلي الله عليه وآله وسلم): «ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم . . . فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه»؟ ألم يقل (صلي الله عليه وآله وسلم)عند موته: «آتوني بقلم وقرطاس لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده»؟ وغير ذلك.
ولكن مع الأسف وقع بعد وفاته (صلي الله عليه وآله وسلم) ما وقع، حتي انجر ذلك إلي تفرقة المسلمين وتشتتهم في عقائدهم وآرائهم. نسأل اللّه سبحانه أن يهدي المسلمين إلي الصواب ويجمع شملهم بظهور الموعود (عليه السلام) ، واللّه الهادي للصواب.